الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث حي الانطلاقة: كان يستعدّ لحفل زفافه في الأسبوع القادم، وجدي تدخّل بالحسنى فتلقى طعنات قاتلة

نشر في  17 سبتمبر 2014  (12:13)

الكلّ كان يستعدّ والكل كان يساهم، كيف لا والفرحة لم يبق لها سوى بضعة ايام ليزف وجدي لعروسه في ليلة ليست ككل الليالي ، فمساء السبت الفارط وعند الساعة الرابعة غادر وجدي منزل عائلته الكائن بحي الجمهورية من منطقة حي الانطلاقة لمباشرة عمله كموزّع لبطاقات شحن الهواتف الجوالة حاملا معه دعوات حفل زفافه لتوزيعها على الأصدقاء والأحباب لمشاركته فرحته ولم يخطر ببال أحد انّ تلك المغادرة كانت الأخيرة له حيث فارق الحياة وكست الدماء جسده وغابت روحه الطاهرة.
وقد ذهبنا الى منزل الفقيد والتقينا والدته  التي تحدّثت الينا رغم حزنها قائلة:«حسبي الله ونعم الوكيل» كانت هذه أول كلمات نطقتها والدته، ثم أضافت:«ليلة السبت الماضي وعند الساعة منتصف الليg اغلقت محلي التجاري الكائن بالقرب من محطة الحافلات وكنت رفقة ابني وليد ثم سلكت أنا طريق العودة الى منزلي بينما بقي ابني رفقة اصدقائه اما ابني وجدي فقد غادر المنزل لتوزيع دعوات حفل زفافه المقرّر ليوم 29 سبتمبر».

الشرارة الأولى

ثم أضافت قائلة«وحسب ما بلغني من شهود عيان كانوا حاضرين بالمكان فقد وقع خلاف بين ابني وليد مع شخص  وكان رفقة والده وهو في حالة سكر مطبق وهذا الخلاف سرعان ما طوّقه الحضور وكانت الساعة تشير الى الساعة الثانية والنصف من فجر يوم الأحد الماضي عندما حضر ابني وجدي علي متن سيارته بالمكان وعلم بتفاصيل الخلاف  لام شقيقه وليد ثم اتصل بمن اختلف معهم أخوه وحاول التخفيف عنهم، ثم ركب سيارته وطلب من شقيقه وليد امتطاء درّاجته النارية والتوجه الى منزل عاذلته الكائن بجهة المنيهلة قائلا له:«يجب عليك تفادي هذه الخلافات والمحافظة علي عائلتك وابنتك». رافق وجدي شقيقه الى حيث يقطن ثم قفل عائدا إلى  المحطّة النهائيّة للحافلات لاقتناء بعض السّجائر ولكن..

ترصّد وطعنات غادرة

في الأثناء كان الجاني صحبة والده يترصّدان حركة الجولان بالجهة عندما وقعت أعينهم على ابني وجدي فتوجّهوا له مباشرة وكانا حاملين سكاكين وباغتاه بعدّة طعنات في جسده لتضيف قائلة:«قوّة الطعنات جعلت ابني يفقد توازنه ويسقط في بركة من الدماء، فأسرع بعض الحضور اليه واتصلوا بمركز الأمن بالجهة لكنّهم تأخّروا في الحضور فحملوه في سيارته ونقلوه الى المستشفى  الاّ انه فارق الحياة قبل الوصول الى مستشفى شارل نيكول».

الصدمة

تسارع الأحداث والنهاية المأساوية للشاب وجدي خلّف صدمة كبرى لدى  جميع أقاربه ومعارفه اذ تمّ الاتصال على الساعة الرابعة فجرا بشقيقه الذي كان يرافقه منذ ساعات وابلغوه الخبر المفزع الذي لم يستطع تصديقه وتردّد في ايصال الخبر الى بقية  أفراد العائلة الذين ارتسمت على ملامحهم الحيرة واللوعة والحزن لهول المصاب فقد رحل وجدي وهو يستعد لرسم الفرحة في العائلة الاّ انّ أجواء الحزن خيمت على المكان وتلك هي مشيئة الله تعالى.
رحم الله وجدي ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.

خميس اليزيدي